۞ التقـليـــد ۞
عندما يبلغ الولد وتظهر عليه إحدى علامات البلوغ وهي:خروج المني، أو نبات الشعر تحت البطن، أو إكمال خمسة عشر سنة قمرية، وكذلك عندما تبلغ البنت بإكمالها تسعة سنين قمرية، تنفتح صحيفة أعمالهم وتتوجه إليهم أحكام شرعية فتجب عليهم أمور وتحرم عليهم أخرى.
ولا يمكن معرفة هذا الواجبات والمحرمات إلا من خلال طرق ثلاثة :
1. الاجتهاد، ومعناه: التمكن من إخراج الأحكام الشرعية من مداركها الخاصة. وهو طريق صعب.
2. الاحتياط، ومعناه: أن المكلف يأتي بجميع الاحتمالات الواردة في المسالة حتى يتيقن من تطبيق الحكم الشرعي بشكل صحيح. وهو طريق صعب أيضا.
3. التقليد، ومعناه: أخذ الأحكام الشرعية من العالم الجامع للشرائط و تطبيقها على حسب رأيه. وهو طريق سهل لعامة الناس.
۞ شروط العالم الذي يجب تقليده :
لابد من توفر هذه الشروط في العالم حتى يصح تقليده:
1- الإسلام و الإيمان: ومعنى ذلك انه لايصح تقليد غير الشيعي الأثني عشري.
2- العقل: ومعنى ذلك انه لايصح تقليد المجنون أو المغمى عليه أو الفاقد وعيه.
3- الذكورية: فلا يصح تقليد المرأة ولو وصلت إلى درجة الاجتهاد.
4- طهارة المولد: فلا يصح تقليد ولد الزنا ولا ولد الشبهة.
5- البلوغ: فلايصح تقليد الصبي وإن حصل على درجة الاجتهاد.
6- الحياة: فلا يصح تقليد الميت إبتداء وان كان اعلم الأحياء والأموات.
7- العدالة: ومعنى ذلك التقوى والاستقامة والعمل بالواجبات وترك المحرمات صغيرها وكبيرها.
8- الاجتهاد: ومعنى ذلك تمكن العالم من إخراج الأحكام الشرعية من مداركها الخاصة.
9- الأعلمية: وتعني الأقدر من غيره على إخراج الأحكام الشرعية من مداركها الخاصة.
طريقة معرفة المجتهد :
هناك طرق حددتها الشريعة المقدسة لمعرفة المجتهد الذي يجب تقليده وهي:
أولاً: العلم والاطمئنان بمعنى أن الإنسان يحصل عنده علم ويقين بان (المرجع المعين) مجتهد وعادل. وهذا الطريق صعب و لا يتمكن منه إلا بعض أهل العلم, لأن هذا العلم والاطمئنان يجب أن يحصل من الطرق العقلائية، مثل: الاختبار والامتحان ونحوه لا من خلال أمور اعتبارية كحسن خطابه أو كثرة تأليفاته.
ثانياً: شهادة رجلين عادلين من أهل الخبرة على أعلمية ذلك المرجع.
ثالثاً: الاشتهار والشيوع بمعنى أن يكون هناك اشتهار وشيوع بين أهل العلم على أعلمية (المجتهد المعين)ويجب أن يكون هذا الشيوع بدرجة يفيد الاطمئنان.
تنبيه : المقصود من أهل الخبرة هم أهل العلم والبحث والدراية الذين يمكن لهم معرفة المجتهد الأعلم والأقدر على إخراج الأحكام من مداركها.
۞ العمل من دون تقليد :
ذكرنا فيما سبق أن الإنسان عندما يبلغ تجب عليه تكاليف وتحرم عليه أمور فيجب عليه تطبيق تلك الأحكام بشكلها الصحيح وذلك من خلال الطرق الثلاثة التي ذكرناها وهي: (الاجتهاد أو التقليد أو الاحتياط)
وأما المكلف الذي مرت عليه أيام وأشهر وسنين يعمل ولم يقلّد في تلك الفترة فصحة عمله يتوقف على مطابقته لفتوى المجتهد الذي يجب عليه تقليده الآن، فإن طابقت أعماله لفتاوى ذلك المجتهد صحت أعماله وإلا فيجب عليه إعادتها.
ومثال ذلك: لو بلغ زيد في الخامس عشر من عمره ولم يقلد إلى أن أتم الخامس والعشرين من عمره فتاب إلى الله وأراد تصحيح أعماله فنقول له:
عليك بالخطوات التالية:
عليك بالخطوات التالية:
1- يجب عليك معرفة المجتهد الذي يجب عليك تقليده الآن.
2- ثم يجب عليك تطبيق أعمالك السابقة على آرائه.
3- إن طابقت أعمالك السابقة فتاواه فهي صحيحة وإلاّ فأعمالك باطلة ويجب إعادتها .
تنبيه : من لم يعرف كيفية أعماله السابقة حتى يمكنه تطبيقها على رأي المجتهد الذي يجب عليه تقليده الآن يبني على صحة تلك الأعمال ولا شيء عليه.
۞ طرق معرفة رأي المجتهد :
يجب على كل مكلف أن يتعلم أجزاء العبادات وشرائطها، وكذلك يجب عليه أن يتعلم المسائل التي يبتلي بها كل يوم أو بين فترة وأخرى وهي التي تسمى بـ(المسائل الإبتلائية) ويمكن للمكلف أن يتعلم هذه المسائل الإبتلائية من خلال الطرق الأربعة الآتية :-
الطريق الأول: أن يسمع المكلف الفتوى من نفس المجتهد الجامع للشرائط .
الطريق الثاني: أن يسمع المكلف فتوى المرجع الجامع للشرائط من شاهدين عادلين.
الطريق الثالث: أن يسمع المكلف فتوى المرجع من شخص واحد ثقة يحصل الاطمئنان بكلامه.
الطريق الرابع: أن يقرأ المكلف الفتوى في كتاب الرسائل العملية للمرجع الذي يقلده بشرط الوثوق من صحة صدور الكتاب.