
شهادة الامام الصادق (عليه السلام)
دُس اليه السم في زمن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الدوانيقي، فمات مسموماً شهيداً في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة (148 هـ)، بعد عمر ملىء بالعلم، والسعي، والجهاد، والفضل، والتقوى، والزهد، مدافعاً عن الحق والعدل، داعياً إلى الله وتم دفنه في مقبرة البقيع، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
كلام الإمام الصادق ( عليه السلام ) في معرفة الله
معرفة الله تعالى أول الواجبات ، وأساس الفضائل والأعمال ، بل هي غاية الغايات ، ومنتهى كمال الإنسان ، فعلى قدر التفاضل فيها يكون التفاضل بين الناس .
وكفى من كلامه ( عليه السلام ) فيها أن نورد هذه الشذَرَات الآتية التي يدعو فيها إلى المعرفة ، ويحثُّ عليها كاشفاً عن جليل آثارها وعظيم لَذَّتِها .
فقال ( عليه السلام ) :
لَو يعلم الناسُ ما في فَضلِ مَعرفةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ما مَدُّوا أعينهم إلى ما متَّع الله به الأعداء من زَهرَة هذه الحياة الدنيا ونعيمها ، وكانت دُنيَاهم أَقَلَّ عندهُم مِمَّا يَطؤُونَهُ بأرجُلِهِم ، وَلَنعموا بمعرفة الله عزَّ وجلَّ ، وتلذَّذُوا به تَلَذُّذ من لم يَزَل في روضات الجنَّات مع أولياء الله .
إِن معرفة الله عزَّ وجلَّ أُنْسٌ مِن كُلِّ وَحشةٍ ، وصَاحِبٌ مِن كُلِّ وِحدَة ، وَنُورٌ من كُلِّ ظُلمة ، وقوَّةٌ مِن كُلِّ ضَعف ، وشِفَاءٌ مِن كُلَّ سَقم ) .
ثم قال ( عليه السلام ) :
قَد كان قبلَكُم قومٌ يَقتلون ويَحرقون ويَنشرون بالمَنَاشير ، وتَضيقُ عليهم الأرض بِرَحبِهَا ، فما يَردُّهُم عما عليه شيء مِمَّا هُم فيه ، من غير ترة وتروا من فعل ذلك بِهم وَلا أَذى ، بل ما نَقِمُوا منهم إِلا أن يُؤمنوا باللهِ العزيزِ الحميد ، فَاسْألوا درجاتهم ، واصبِرُوا على نَوائِبِ دَهرِكُم ، تُدرِكُوا سَعيَهُم .
مدرسة الامام الصادق (عليه السلام) الفكرية
تتّخذ الآراء الدينية اتّجاهاً فلسفياً إلا عند الفاطميّين، ذلك أن انتشار العلم في ذلك الحين أطلق روح البحث والاستقصاء، وأصبحت المناقشات الفلسفية عامة في كل مجتمع من المجتمعات، والجدير بالذكر أن زعامة تلك الحركة الفكرية إنّما وجدت في تلك المدرسة التي ازدهرت في المدينة، والتي أسّسها حفيد عليّ بن أبي طالب المسمّى بالإمام جعفر والملقّب بالصادق، وكان رجلاً بحّاثة ومفكراً كبيراً جيّد الإلمام بعلوم ذلك العصر، ويعتبر أول من أسّس المدارس الفلسفية الرئيسية في الإسلام.
ولم يكن يحضر محاضراته أولئك الذي أسّسوا فيما بعد المذاهب الفقهية فحسب، بل كان يحضرها الفلاسفة وطلاّب الفلسفة من الأنحاء القصيّة، وكان الإمام الحسن البصري موسّس المدرسة الفلسفية في مدينة البصرة، وواصل بن عطاء مؤسّس مذهب المعتزلة من تلاميذه، الذين نهلوا من معين علمه الفيّاض، وقد عرف واصل والإمام العلوي بدعوتهما إلى حرية إرادة الإنسان.
وأما حكمه وقصار كلمه، فلاحظ تحف العقول، وأمّا رسائله فكثيرة منها رسالته إلى النجاشي والى الأهواز، ومنها: رسالته في شرائع الدين نقلها الصدوق في الخصال، ومنها: ما أملاه في التوحيد للمفضّل بن عمر، إلى غير ذلك من الرسائل التي رسمها بخطّه. ونقتطف من وصاياه وكلماته الغزيرة وصيّة واحدة، وهي وصيته لسفيان الثوري: «الوقوف عند كلّ شبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وترك حديث لم تروه، أفضل من روايتك حديثاً لم تحصه.
إن على كلّ حق حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فدعوه».
1 التعليقات :
عظم الله أجوركم
:
وجزيتم خيرا على المعلومات القيمه
مأجورين
إرسال تعليق
تذكـر.!!! (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) تفضل بكتابة تعليقك